مرتكزات فتح في التعامل مع الواقع القائم
لقد توقفنا في العدد السابق عند المرتكز الثاني من مرتكزات حركة فتح بعد ان القينا الضوء على المرتكز الاول وهو تحرير فلسطين طريق الوحدة العربية وهنا نلقي الضوء في هذا العدد على المرتكز الثاني:
المرتكز الثاني : حرب الشعب طويلة الامد : ان المنطق الذي كان سائدا هو الحرب النظامية الخاطفة اي نبني الجيش ونستعد ونتسلح ثم عنما نصبح قادرين على الحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني نتقدم لمعركة التحرير
ان هذه المقولة عليها ايضا ما عليها من الماخذ حيث ان العدو الصهيوني لا يمكن ان يسمح بأي حال من الأحوال للامة العربية مجتمعة ان تتفوق عليه عسكريا ان من يراقب الاعلام الصهيوني وحال الواقع يرى ان العدو الصهيوني يعترض دائما ويقيم الدنيا ولا يقعدها فيما لو اراد بلد عربي شراء اي اسلحة تعد اسلحة استراتيجية مؤثرة فان مقولة ان نتفوق عسكريا على العدو الصهيوني بحاجة الى توقف وتأمل لان هذا التسابق في التسلح غير حاصل في الوقت القريب فهل ننتظر حتى يتحقق هذا التفوق ؟ هل ننتظر حتى تتحقق الوحدة من قبل ؟ قالت فتح لا علينا ان نبدأ ولكن كيف ؟ حرب شعبية طويلة الامد
لماذا اخترنا هذا الاسلوب ؟
نحن كشعب فلسطيني ينتمي الى العالم الثالث في تخلف وضعف وتشرد وفي نفس الوقت يريد ان يقاتل يلجأ الى استخدام اسلوب حرب الشعب أي تجنيد كل طاقات الامة العربية من اجل مقاتلة العدو الصهيوني بأسلوب جديد يبدأ بزرع اللغم وينتهي بمعارك كبيرة حاسمة في تاريخ أمتنا يكون للجيوش العربية دورا اساسيا في معركة التحرير فيها وحرب الشعب هنا لها طابعان
بأختصار ان كلمة الكفاح المسلح الذي أمنت به فتح وشقت طريقه في 1/1/65 وكانت تحضر له منذ عام 58 وميلاد الفكرة جاء بأحتلال قطاع غزة سنة 56 له شقان الاول نضال عسكري والثاني سياسي والاثنان لا يمكن ان ينفصلا عن بعضهما البعض فالكلمة التي نقولها في السياسة ما هي الا ترجمة حقيقية لصوت الطلقة التي نطلقها في قلب العدو الصهيوني وهذا هو الاسلوب الذي طرحناه كما اننا هنا لا بد من ان نعرج قليلا على بعض السمات الاساسية في الصدام المسلح مع العدو الصهيوني واخذها بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيتنا
: 1 – العدو الصهيوني متفوق عسكريا وماديا وتقنيا ومدعوم من الامبريالية وهي مستعدة للتدخل المباشر من اجل حمايته
2- سيطرة العدو الصهيوني على الارض الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني والسعي لتهويد كامل الارض الفلسطينية وتدجين الشعب العربي الفلسطيني المتواجد في ارضنا المحتلة عن طريق الضم والالحاق وغرس الثقافة الصهيونية على الواقع العربي
3 – الصهيونية والامبريالية تستهدفان الوطن العربي والامة العربية وحالة التجزئة في الامة العربية وأوضاعها الداخلية تجعل جبهة العدو متفوقة
4 – امكانات الامة العربية الهائلة بشريا واقتصاديا والمساحة الشاسعة لا بد من الاستفادة منها والامة العربية لديها امكانية القتال متوفرة ولكننا نحن كثوار فلسطينين نترجم ارادة القتال
5 – في داخل المجتمع الصهيوني ازمات كبيرة متتالية ولا بد من العمل على تصعيد هذه الازمات والاستفادة من هذه التناقضات حتى ينخر هذا المجتمع من الداخل
6 – الانتصارات التي تحققها الحركات الثورية في العالم عامل مساعد على تحقيق النصر فوق ارض فلسطين
هذه النقاط لا تحتاج الى الدراسة والتعمق فيها بل تتطلب ان نتبع اسلوبا جديدا وهو اسلوب حرب الشعب طويل الامد
: ماذا تعني حرب الشعب ؟؟
ان القوة المقاتلة تعتمد على جبهة خلفية من الشعب قادرة على تحمل تفوق العدو وعواقبه عسكريا وماديا ومعنويا وهذا لا يتحقق الا اذا شارك الشعب مشاركة فعلية ونشطة وتفجرت طاقاته ومبادراته وشعر ان الحرب حربه وان الجيش المقاتل هو جيشه فيه خيرة أبناءه وممثليه وان الشعب هو الذي سيجني الثمر وان تعميق الثورة في كل اوضاعنا يحتاج الى الحرب الشعبية الثورية وعلينا ان نضع في حسابنا امرين
اولا اننا من دول العالم الثالث فينا ضعف وتخلف وتشتت على الصعيد الفلسطيني ولكن لنا قضية عادلة
ثانيا ان الجيش النظامي في بلد متخلف لا يستطيع ان يحرز النصر النهائي على جيش متفوق في فترة زمنية قصيرة
لماذا هي حرب طويلة الامد ؟؟
1 – اختلال ميزان القوى لصالح العدو لا يمكن تحقيق نصر سريع وحاسم عليه
2 – اعطاء الوقت اللازم من خلال الصدام المسلح طويل الامد لزيادة نقاط الضعف عند العدو واشتداد التناقضات التي تنخر معسكره
3 – من خلال النضال تنمو قوتنا الذاتية وتتصاعد عبر المعركة لتقوى يوما بعد يوم ونصبح قوة مؤثرة على معسكر العدو
وهذه الحرب طويلة الامد تمر بمراحل ثلاث هي
اولا مرحلة تجميد النمو في الوجود الصهيوني على ارضنا المحتلة
ثانيا مرحلة تحطيم هذا الوجود
ثالثا مرحلة تصفية وتطهير الارض المحتلة من كل اثاره واقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني
ان طريق بناء القوى الذاتية للثورة وتنظيم الجماهير للمضي قدما في طريق حرب الشعب بكل ما تحمل كلمة شعب من معنى هو الطريق الصعب ولكنه الطريق الوحيد الصحيح لانتزاع النصر النهائي ان الثورة المسلحة التي اعتمدتها فتح من خلال استراتيجية مضادة وهي قلب الارض المحتلة في قتال وموجهة مع العدو الصهيوني الذي سوف يجد نفسه فيه وحيدا ومنفردا من غير حماية يواجه الثائر في بيته وعلى ارضه وفي السجون وفي كل مكان بعيدا عن سيطرة الطيران والاليات التي توفر له الحماية وهنا تخسر الاستراتيجية الصهيونية عاملا مهما من عوامل وجودها وهو الاستقرار نتيجة حياة الفزع الذي يسببها الثائر الفلسطيني مما يؤدي الى الهجرة العكسية ووقف الهجرة من الخارج
ان الاعتماد على الشعب عامل مهم وحاسم في معاركنا وعلى الصعيد الفلسطيني علينا ان ننظر نحن اقوياء في داخل مخيماتنا مع الجماهير التي تقف معنا لماذا ؟؟ لاننا نقاتل بقوة الجماهير فهي التي تحمينا هم الذين يطعموننا ويفتحون بيوتهم لأيواءنا هم الذين يداوون جرحانا حين يسقطون ويدفننون شهدائنا وبالتالي يعطوننا من وجودهم الكثير فنجد اننا نتمسك تمسكا قويا بجماهيرنا في مخيماتنا ونسعى بأستمرار الى خلق جو من الايجابية في الامكنة التي تتواجد فيه قواتنا نريد ان يتهيأ جوا شعبيا مناصرا لنا ومؤيدا ومقاتلا معنا نحن نتسلح بالجماهير وهم يريدون ضربنا في هذا السلاح وبالتالي كان العدو يركز بأستمرار على قصف مخيماتنا وكانو يعلنوها صريحة اخرجوا المخربين من صفوفكم يريدون ان يضربوا فكرة حرب الشعب ونحن حريصين بأستمرار على اننكسب الشعب وهذا ينعكس على تصرفاتنا اذا تصرفنا تصرفا حسنا وكان بمستوى المسؤولية فأننا نكسب كثيرا ونخلق حركة التفاف من حولنا واما اذا كانت لنا اساءات وتصرفات خاطئة والتجبر والتحكم برقاب الجماهير وبرقاب الشعب فأنمهم سيلفظوننا في أول فرصة يتاح لهم فيها ذلك ونحن عندما ننادي بكسب الجماهير هي استراتيجية سياسية واذا خسرنا الجماهير ليس لنا وجود ومن هنا مطلوب من كل فرد ان يحسن التصرف في المكان الذي يتواجد فيه ويمنع الاساءة لاي مواطن كان وان لا يكون متكبرا او متجبرا على الناس لان في هذا ردودا على مسيرة الثورة والجماهير فالثوار العاملين اعطوا ما لا يستطيع عقل ان يتصوره بأرادتهم وعزائمهم في فيتنام وانجولا والصين وكوبا
ان كل ثائر عنده احساس بالمسؤلية اتجاه ما يجب ان يعمل فقوة الشعب قوة خلاقة ونحن قلنا ان حركتنا وارتباطها بالشعب لان هذا الارتباط يعطينا القوة والوحدة والوحدة الحقيقية هي وحدة الجماهير
وانها لثورة حتى النصر
15:26
3asefa
0 comments:
Post a Comment