ميكافيلي يقول
( الدولة كائن بشري حي توضع كل موارده وقوته وشجاعته وذكائه موضع التجربة في الحرب )
... تعتني الأستراتيجية بالحرب والتأهب لها وأدارتها ، وهي في أضيق تعريف لها : ( فن القيادة العسكرية ) ، والمعارك العسكرية كانت دائما جزءاً من الحرب الشاملة ، وكان فيها عوامل عديدة متشابكة مركبة .. كالعامل الأقتصادي والعامل السياسي الأيدولوجي والعامل الحضاري التقني ، ولم تكن الأستراتيجية في جوهرها سوى فن السيطرة على جميع موارد الأمة وحلفائها ، بما فيها القوات المسلحة ، واستخدام كل هذه الموارد أفضل استخدام والى أقصى حد ممكن . لذا فان الأستراتيجية تتطلب بالضرورة دراسة عدد من العوامل غير العسكرية ، كالعوامل السياسية والأقتصادية والنفسية والمعنوية والبشرية .. الخ ،، " وأفضل دليل على عبقرية قائد هو في معرفته تنظيم حربه بتطابق صحيح بين وسائله وأهدافه ، دون ان يبالغ فيها أو يقصر في استخدامها ، ! ولا تظهر آثار هذه العبقرية في أشكال العمل المذهلة التي يبتكرها ، بل تظهر بالمخرج النهائي والناجح لمجمل أعماله .. !
* علاقة السياسة بالأستراتيجية :
.. الحرب ليست هدفا بحد ذاتها ، وانما هي وسيلة من وسائل السياسة ،، ويقول لينين " السياسة هي الفكر ، أما الحرب فهي الوسيلة فقط ، لذا فان من الواجب أخضاع وجهة النظر العسكرية لوجهة النظر السياسية " ، وما دامت الحرب تخص السياسة فهي تتسم بطابعها ، فاذا كانت السياسة عظيمة وفعالة .. أصبحت الحرب كذلك !
وعلينا أن نفهم السياسة بمعناها الواسع ، لا سياسة الوزارات والمكاتب بل أيضا السياسة الوطنية الخارجية التي تدير عجلة الدول ، والتي تتلخص فيها السياسة الداخلية التي يستند اليها استقرار الأمة أو اضطرابها ، دون أن ننسى أن السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية ، والعكس صحيح أيضا ، حيث أن للسياسة الخارجية آثارا محددة على جميع التطورات السياسية والأجتماعية الداخلية . !
ويرى لينين أن طبيعة الهدف السياسي تحدث تأثيرا حاسما على ادارة الحرب ، حيث أن الهدف السياسي يحدد طبيعة الحرب ، وهل هي حرب مشروعة (عادلة ) أم غير مشروعة ( غير عادلة ).
ولا شك أن تأثير طبيعة الهدف السياسي على الحرب يعني انتقال تأثيرها على ادارة الحرب وعلى الأستراتيجية ، لأن الأستراتيجية تعتمد في الحرب المشروعة على مساندة الشعب لأهداف الحرب
ودعمه لها الى أقصى مدى . والعكس صحيح تماما حين لاتروق الأهداف للشعب في حالة الحرب غير المشروعة ، فينخفض من جراء ذلك مستوى حماسه واندفاعه للأشتراك في الحرب .. !
* علاقة الأقتصاد بالأستراتيجية :
.. قد يكون تأثير الأقتصاد على الأستراتيجية متشابكا تشابكا وثيقا مع تأثير السياسة على الأستراتيجية " فالسياسة انما هي تعبير مكثف عن الأقتصاد " ، والأقتصاد له تأثيره المباشر على ادارة الحرب والأستراتيجية ( الأنتاج ، التقدم التقني ، وسائل النقل .. الخ ) حيث أن التسليح والتشكيل والتنظيم والتكتيك والأستراتيجية تتوقف كلها – قبل كل شيء – على مستوى الأنتاج الذي يتم الوصول اليه في اللحظة المحددة وعلى وسائل المواصلات ،، ولا يمكن
فصل القوة الأقتصادية عن القوة السياسية الا في المجتمعات البدائية .. ، لذا يمكننا القول بأن القوة العسكرية تبنى على أسس اقتصادية .. ! ،، ولقد أكد الجنرال جياب في الربط بين الأقتصاد وتجهيز الجيش والأعداد للمعركة بقوله : " ان الجيش ينظم من أجل هزيمة العدو ، ولهذا فتكوين الجيش يجب أن يلبي مطالب الواقع في القتال ، وأن يكون منسجما مع المبدأ الأستراتيجي القائد ، ومبدأ القتال في كل مرحلة من مراحل الحرب ، ويجب أن يكون التنظيم متوازيا مع امكانياتنا في التجهيز والأمداد ، ومعتمدا على الأقتصاد الوطني ومنسجما مع الظروف العملية للمعركة في بلادنا " وان تأثير الأقتصاد في الحرب لا يتم باتجاه واحد ، ولكن هناك اتجاه معاكس تقوم به الحرب على الأقتصاد وتجبره على أخذ تدابير واسعة جديدة للأنتقال من اقتصاد السلم الى اقتصاد الحرب بكل صوره ومتطلباته .. !
* ومن العوامل الأقتصادية المؤثرة على الأستراتيجية : 1 – الصناعة والتقنية : الصناعة مصدر من أهم مصادر القوة عند الأمم الحديثة ، وتعتبر دليل على حيويتها وفاعليتها وقدرتها على التطور ، وتقاس قدرة الأمم على الأشتباك في الحرب بمعيار قدرتها على الوصول الى الأنتاج الواسع ، وهذا ما يجعل تطور قوتها الأنتاجية هدفا من أهدافها القومية .
ولا شك ان الحرب أو حتى احتمال الحرب ، تجعل المنشآت الصناعية أمرا حيويا لكل أمة معرضة لمنافسة غيرها من الأمم ، لأن ازدهار هذه المنشآت يعني تزايد قوتها الأنتاجية ، وتزايد استقلالها في زمن الحرب ، حيث أن القدرة على الأشتباك في الحرب انما تقاس بمقدار الأنتاج الصناعي السنوي للأمة ،، وبمقدار الحصيلة السنوية من الأرض والعمل والبضائع الأستهلاكية . ان الربط بين التقدم التقني الآلي والتطور الحربي هو ما يجعل للصناعة قيمة سياسية .. " في الوقت الذي يكون فيه للعلم التقني الآلي مثل هذا التأثير الكبير على أساليب الحرب ، وعندما تتوقف كل العمليات ذات الطابع الحربي على الأحوال الأقتصادية للدولة .. في مثل هذا الوقت تُقدر قيمة الصناعات من وجهة النظر السياسية " .. !
هذا وقد أكد انجلز ترابط النصر مع الأنتاج الصناعي : ( يعتمد انتصار القوة على أنتاج السلاح ، ويعتمد انتاج السلاح بدوره على الأنتاج بشكل عام ، وبالتالي .. على القوة الأقتصادية والموقف الأقتصادي والوسائل المادية التي تمتلكها القوة ) ولا يقف الأمر عند حدود الأنتاج الأولي ، ولكن من الضروري أن تكون الصناعة مستعدة لتأمين استمرار الحرب وسير عجلتها ، وأن تكون قادرة على سد الحاجات والمتطلبات المستمرة ، خاصة وأن التلف الذي يصيب المعدات في الحرب الحديثة تلف كبير وسريع . ولكن في الوقت الذي راهنت به الدول الصناعية على التفوق التقني في الحروب وخلقت جيوشا آلية سريعة الحركة قوية الصدمة قادرة على تحقيق العمل الحاسم في صراع عنيف قصير الأمد .. فان الشعوب التي لم تتوصل بعد الى مستوى صناعي وتقني عالي استخدمت قوى جديدة مستمدة من المد الثوري ، ودفع القوى الأيدولوجية والمعنوية .. حيث استطاعت بعض الشعوب ( فيتنام مثلا ) تحطيم التقنية الأمبريالية الأكثر عصرية في العالم على صخرة تماسك هذا الشعب أو ذاك ، وقدرته على المقاومة وتحمل الألم واجهاد الخصم في حرب استنزافية طويلة !! ، وان ماحدث للأمبرياليين في فيتنام علمهم أن العملية ليست بهذه السهولة ، وأن الزمن قد تغير، وأن ( التقنية تتحطم أمام ارادة الشعب الثوري وتصميمه ) ،، ولقد أكدت الانتصاررات العظيمة لكل من فيتنام وكوبا وكوريا نظرية المد الثوري في مواجهة التفوق التقني ، كما أكدت ( أن الأنتصارات خلال الحرب تعتمد في أقل أنواعها على السلاح ، وفي أعلى أنواعها على الأخلاق والسلوك الثوري ) ... !
2- المؤونة والأنتاج الزراعي : تلعب تغذية الجيش والسكان في أية حرب دورا حاسما لا شك فيه ، ، وتؤثر امكانيات البلاد التموينية ، وقدرتها على الأعتماد على تموينها الخاص من انتاجها ومن مخزونها الغذائي تأثيرا بالغا على ادارة الحرب ، وطبيعتها ، ومدتها ، .. مؤثرة بالتالي على الأستراتيجية المختارة ..!
3 – المواصلات : اذا اعتبرنا المواصلات بجميع انواعها ( برية . بحرية . جوية ) جزء من الوضع الأقتصادي في البلاد ، استطعنا أن نحدد تأثيرها على الأنتاج والنقل ، وأن ندرك تأثيرها على الأستراتيجية ، وخاصة في بلد يقاتل على الخطوط الداخلية ، لأن شبكة مواصلات جيدة قد تجعل من هذا البلد حصنا قويا يمكن الدفاع عنه بواسطة الكتله البشرية التي تعيش فيه بأقل نفقات وبأصغر اضطراب للحياة الأقتصادية في البلد كما أن هذه الشبكة قادرة على نقل القوات من أية نقطة في داخل البلاد الى اية نقطة أخرى على الحدود بسرعة .. الأمر الذي يضاعف الأمكانيات الدفاعية ،، .. أما في حالة الهجوم فان ازدياد عدد الآليات ، وضخامة أرتال التموين بالمعدات والذخائر والمحروقات والتموين تزيد من اعتماد القوات المهاجمة على الطرقات ،، وتجعل الأستراتيجية العسكرية تبحث عن قطع مواصلات العدو مع محاولة الحفاظ على مواصلاتنا .. ، وهذا العمل بحد ذاته نوع من حوار الأرادات بهدف حرمان العدو من حرية العمل مع احتفاظنا بكامل حريتنا .. !
* علاقة القوى البشرية المادية والمعنوية بالأستراتيجية :
.. الشعب هو صانع التاريخ ومحركه الأول ، وتعداد كل شعب عامل أساسي من عوامل قوته الأقتصادية والحربية ،، فهو يؤثر على طبيعة الحرب وادارتها ، كما يؤثر على الأستراتيجية بصورتها العامة ، وعلى استراتيجيا العمليات ، حتى يصل تأثيره على التكتيك أيضا ، ويستمد عامل القوى البشرية دوره وأهميته ، من أهمية المبدأ الأستراتيجي ( التفوق بالقوى ) المتمثل في التنسيق بين الزمان والمكان ، الذي يسميه كلاوزفيتز " الخبز اليومي للأستراتيجية " .
ولابد عند دراسة القوى البشريه المطلقة لشعب ما ، أن نأخذ بعين الأعتبار امورا متعددة لا يمكن تجاهلها ، كاعداد هذه القوة وتعبأتها وتنظيمها ودعمها معنويا ، وتحقيق تلاحمها مع قواتها المسلحة ، لأن بقاء الجماهير العريضة سلبية ، أو تمتعها بايجابية انفعالية عفوية تندفع مع المد العاطفي دون اعداد أو تعبئه أو تنظيم ، يفقد هذه القوة معظم معناها ، ويجعل منها قيمة مهملة لا تدخل في الحساب الأستراتيجي ، ان لم يجعل منها قوة معيقة وقيمة سلبية .
ويشير كافة القادة الثوريين الى أهمية الوحدة بين القوات المسلحة والقوى الشعبية الفاعلة والمسلحة ،، وعندما تحدث الجنرال جياب عن الخبرات الأساسية للحرب ، ذكر أن الخبرة الأولى هي أن النصر كان نتيجة توحيد الشعب كله : ( لقد انتصرت المقاومة لأن سياسة حزبنا في توحيد الشعب بأسره من أجل شن حرب المقاومة .. كانت سياسة صحيحة .. )
وينتج عن هذه الوحدة دائما ( جيش شعبي ) وهو الجيش الذي يضم جميع المواطنين ، من فلاحين وعمال وصغار الكسبة والمثقفين المخلصين لقضية الثورة رجالا كانوا أم نساء ،، ويعتبر هذا الجيش تجسيدا " للأمة المسلحة " . وهو تجسيد يقلب أي صراع بين الجيوش التقليدية وقوات التحرير الشعبية ، الى صراع بين شعب كامل وجيش ، لا بين جيشين ، لأن تسليح كل فرد يجعل كل قرية ومزرعة ومصنع وحي وقلعة قادرة على الصمود وتكبيد العدو أكبر الخسائر .. !
* علاقة الأستراتيجية بالأرض : .. للأرض علاقة وثيقة بقضايا الحرب والاستراتيجية ، فعلى الأرض تتم العمليات العسكرية . وفقدان الأرض أو كسبها دليل من الأدلة على ربح المعارك أو خسارتها ! وقد لا يكون الدليل النهائي على النتيجة ، اذا ما احتفظ الخصم بمعظم قواته وبرغبته على متابعة الصراع ، اذ اننا لانستطيع تجسيد هدف الحرب في احتلال الأرض فقط ! ، ولكن يُظهر هذا الأحتلال أمام الجيش والشعب بأن الخصم قد ترك أرضه لعدوه ، وهذا ما يؤثر تأثيرا بالغا على المعنويات ! ولا يستطيع المنسحب في هذه الحالة أن يبرر تراجعه لرفع معنويات شعبه ، حتى لو كان انسحابه تكتيكيا
بنيا على خطة معدة مسبقا تهدف الى جر الخصم نحو مسرح عمليات يلائمه ..! لأنه يخشى أن يكشف هذا التبرير خططه ، ويفقده بذلك عنصرا هاما من عناصر النصر .. هو ( المفاجأة ) !! وتؤثر صفات الأرض – أي قدرتها على اعاقة التقدم أو حجب الأنظار أو الحماية – على التكتيك والأستراتيجية بأشكال مختلفة ، أذ تؤثر طبيعة سطح الأرض وكثافة مزروعاتها ووجود الموانع الطبيعية الصغيرة على التكتيك وتعدل من أساليبه ، ونحن لا نملك عادة مجال أختيار الأرض التي نقاتل عليها لذا يمكننا أن نعتبر الأرض قيمة من قيم المعضلة مفروضة على القائد العسكري ، ولا يستطيع في أغلب الأحيان تبديلها ، وهو مضطر غالبا الى ملاءمة وسائله واستراتيجيته وتكتيكه معها .. !
بينما يلعب شكل الحدود السياسية ووضع الحدود السياسية المعادية المجاورة دورا استراتيجيا مباشرا لأنها تحدد ضرورة العمل على الخطوط الداخلية أو الخارجية ، وامكانية الحركة بضربات متلاقية أو متباعدة عن المركز ،، كما أن انطباق الحدود السياسية على الحدود الحيوية هو الذي يفرض الأستراتيجية الهجومية أو الدفاعية
ولقد أكد الأستراتيجيون على الأهمية الأستراتيجية لمساحة الأرض ذلك لأن سعة الأرض تسمح بامكانية اجراء المناورة والأنسحاب والألتفاف وجميع الحركات الأستراتيجية الهامة . ومما لاشك فيه أن البلاد الواسعة قادرة على استخدام الأرض سلاحا ضد عدوها ، اذ لايستطيع جيش العدو أن يتوغل فيها ويعمل بفاعلية خارج حدود بلاده ، لأن توغله يجعل من كل خطوة يخطوها مغامرة خطيرة لا يعرف عواقبها .. ! أما الموانع الطبيعية الكبرى ( الصحارى . الجبال . المستنقعات . البحيرات . الأنهار العريضة .. الخ ) فأنها تعيق الحركة ، وقد تضطر الجيش الى القيام بعمليات التفاف واستدارات طويلة جدا ، ألأمر الذي ينهكه ويجعله مكشوفا في غالب الأحيان ، ويباعد خطوط أمداده وتموينه ، ويسهل اصطيادة وايقاعه في الأفخاخ .. !
* علاقة الأستراتيجية بالوضع الدولي : .. تعتبر هذه العلاقة قديمة قدم الحرب ، لأن استراتيجية كل دولة تبقى مرتبطة بتوازن القوى في الدول المجاورة ، وبالأحلاف المؤيدة أو المعارضة ، وبمجموعة من المصالح والتطلعات والحساسيات القائمة بين الدول ... ، وتأخذ هذه العلاقة في عصرنا أهمية متزايدة ، لأن تزايد سرعة الجيوش ، وقصر المسافات بين الدول ، وظهور الأسلحة الصاروخية والنووية ، ووجود قوى كبيرة متصارعة ومتنازعة تنازعا مصيريا ، يجعل من كل حرب محلية مهما كانت صغيرة مجالا لأحتكاك الدول الكبرى ، وشرارة خطرة قد تفجر برميل البارود العالمي ..... !!
* علاقة الأستراتيجية بالأستطلاع : .. الأستطلاع الأستراتيجي عمل متشعب يهدف الى جمع المعلومات عن العدو وبلاده ، بغية ارساء الأساس الذي نبني عليه أفكارنا وأفعالنا الأستراتيجية .. ، ويقسم الأستطلاع الى ما يلي : 1 – استطلاع سياسي – تقوم به وزارات الخارجية والعملاء والجواسيس ، ويهدف الى تكوين فكرة عن التكوين السياسي للبلاد ، تسمح بتطبيق استراتيجية غير مباشرة قوامها تنظيم الفتن والنزاعات السياسية والمؤامرات والأغتيالات والأنقلابات ، وتنفيذ عمليات تخريب .. الخ ! 2 – استطلاع اقتصادي – يسعى الى تحديد نقاط الضعف والقوة في اقتصاد العدو ، ومعرفة مصادر تموينه وحدود قدرته على الأنتاج والتخزين ، بغية بناء استراتيجية ملائمة لضرب اقتصادة في أضعف نقاطه وأكثرها حساسية وتأثيرا على قدرة الخصم العسكرية ...... ! 3 – استطلاع عسكري – يهدف الى معرفة الأسرار الخاصة بالأمور التالية : * الخطط العسكرية * التعبئة * تكوين وتمركز القوات * فن الحرب * انتاج الأسلحة والمعدات وتطويرها * القادة وميزاتهم ونقاط ضعفهم * الحالة المعنوية للقطاعات والأهالي .. !
... وتؤدي استنتاجات الأستطلاع الحاذق الى مخططات استراتيجية جيدة قادرة على مفاجأة العدو – بعد معرفة نقاط ضعفه وقوته - ، وتجنب مفاجأو العدو لنا بفضل ( أمن الزمان ) الناجم عن معرفتنا للحظة تحركات العدو واتجاهها وأهدافها ومداها قبل حصولها ،، وهذا ما يحقق في النهاية حرمان العدو من حرية التصرف مع حصولنا على هامش واسع نتصرف خلاله بكل حرية وأمان ! وهذا هو أهم تأثير يمارسه الأستطلاع على الأستراتيجية .......... !!
( الدولة كائن بشري حي توضع كل موارده وقوته وشجاعته وذكائه موضع التجربة في الحرب )
... تعتني الأستراتيجية بالحرب والتأهب لها وأدارتها ، وهي في أضيق تعريف لها : ( فن القيادة العسكرية ) ، والمعارك العسكرية كانت دائما جزءاً من الحرب الشاملة ، وكان فيها عوامل عديدة متشابكة مركبة .. كالعامل الأقتصادي والعامل السياسي الأيدولوجي والعامل الحضاري التقني ، ولم تكن الأستراتيجية في جوهرها سوى فن السيطرة على جميع موارد الأمة وحلفائها ، بما فيها القوات المسلحة ، واستخدام كل هذه الموارد أفضل استخدام والى أقصى حد ممكن . لذا فان الأستراتيجية تتطلب بالضرورة دراسة عدد من العوامل غير العسكرية ، كالعوامل السياسية والأقتصادية والنفسية والمعنوية والبشرية .. الخ ،، " وأفضل دليل على عبقرية قائد هو في معرفته تنظيم حربه بتطابق صحيح بين وسائله وأهدافه ، دون ان يبالغ فيها أو يقصر في استخدامها ، ! ولا تظهر آثار هذه العبقرية في أشكال العمل المذهلة التي يبتكرها ، بل تظهر بالمخرج النهائي والناجح لمجمل أعماله .. !
* علاقة السياسة بالأستراتيجية :
.. الحرب ليست هدفا بحد ذاتها ، وانما هي وسيلة من وسائل السياسة ،، ويقول لينين " السياسة هي الفكر ، أما الحرب فهي الوسيلة فقط ، لذا فان من الواجب أخضاع وجهة النظر العسكرية لوجهة النظر السياسية " ، وما دامت الحرب تخص السياسة فهي تتسم بطابعها ، فاذا كانت السياسة عظيمة وفعالة .. أصبحت الحرب كذلك !
وعلينا أن نفهم السياسة بمعناها الواسع ، لا سياسة الوزارات والمكاتب بل أيضا السياسة الوطنية الخارجية التي تدير عجلة الدول ، والتي تتلخص فيها السياسة الداخلية التي يستند اليها استقرار الأمة أو اضطرابها ، دون أن ننسى أن السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية ، والعكس صحيح أيضا ، حيث أن للسياسة الخارجية آثارا محددة على جميع التطورات السياسية والأجتماعية الداخلية . !
ويرى لينين أن طبيعة الهدف السياسي تحدث تأثيرا حاسما على ادارة الحرب ، حيث أن الهدف السياسي يحدد طبيعة الحرب ، وهل هي حرب مشروعة (عادلة ) أم غير مشروعة ( غير عادلة ).
ولا شك أن تأثير طبيعة الهدف السياسي على الحرب يعني انتقال تأثيرها على ادارة الحرب وعلى الأستراتيجية ، لأن الأستراتيجية تعتمد في الحرب المشروعة على مساندة الشعب لأهداف الحرب
ودعمه لها الى أقصى مدى . والعكس صحيح تماما حين لاتروق الأهداف للشعب في حالة الحرب غير المشروعة ، فينخفض من جراء ذلك مستوى حماسه واندفاعه للأشتراك في الحرب .. !
* علاقة الأقتصاد بالأستراتيجية :
.. قد يكون تأثير الأقتصاد على الأستراتيجية متشابكا تشابكا وثيقا مع تأثير السياسة على الأستراتيجية " فالسياسة انما هي تعبير مكثف عن الأقتصاد " ، والأقتصاد له تأثيره المباشر على ادارة الحرب والأستراتيجية ( الأنتاج ، التقدم التقني ، وسائل النقل .. الخ ) حيث أن التسليح والتشكيل والتنظيم والتكتيك والأستراتيجية تتوقف كلها – قبل كل شيء – على مستوى الأنتاج الذي يتم الوصول اليه في اللحظة المحددة وعلى وسائل المواصلات ،، ولا يمكن
فصل القوة الأقتصادية عن القوة السياسية الا في المجتمعات البدائية .. ، لذا يمكننا القول بأن القوة العسكرية تبنى على أسس اقتصادية .. ! ،، ولقد أكد الجنرال جياب في الربط بين الأقتصاد وتجهيز الجيش والأعداد للمعركة بقوله : " ان الجيش ينظم من أجل هزيمة العدو ، ولهذا فتكوين الجيش يجب أن يلبي مطالب الواقع في القتال ، وأن يكون منسجما مع المبدأ الأستراتيجي القائد ، ومبدأ القتال في كل مرحلة من مراحل الحرب ، ويجب أن يكون التنظيم متوازيا مع امكانياتنا في التجهيز والأمداد ، ومعتمدا على الأقتصاد الوطني ومنسجما مع الظروف العملية للمعركة في بلادنا " وان تأثير الأقتصاد في الحرب لا يتم باتجاه واحد ، ولكن هناك اتجاه معاكس تقوم به الحرب على الأقتصاد وتجبره على أخذ تدابير واسعة جديدة للأنتقال من اقتصاد السلم الى اقتصاد الحرب بكل صوره ومتطلباته .. !
* ومن العوامل الأقتصادية المؤثرة على الأستراتيجية : 1 – الصناعة والتقنية : الصناعة مصدر من أهم مصادر القوة عند الأمم الحديثة ، وتعتبر دليل على حيويتها وفاعليتها وقدرتها على التطور ، وتقاس قدرة الأمم على الأشتباك في الحرب بمعيار قدرتها على الوصول الى الأنتاج الواسع ، وهذا ما يجعل تطور قوتها الأنتاجية هدفا من أهدافها القومية .
ولا شك ان الحرب أو حتى احتمال الحرب ، تجعل المنشآت الصناعية أمرا حيويا لكل أمة معرضة لمنافسة غيرها من الأمم ، لأن ازدهار هذه المنشآت يعني تزايد قوتها الأنتاجية ، وتزايد استقلالها في زمن الحرب ، حيث أن القدرة على الأشتباك في الحرب انما تقاس بمقدار الأنتاج الصناعي السنوي للأمة ،، وبمقدار الحصيلة السنوية من الأرض والعمل والبضائع الأستهلاكية . ان الربط بين التقدم التقني الآلي والتطور الحربي هو ما يجعل للصناعة قيمة سياسية .. " في الوقت الذي يكون فيه للعلم التقني الآلي مثل هذا التأثير الكبير على أساليب الحرب ، وعندما تتوقف كل العمليات ذات الطابع الحربي على الأحوال الأقتصادية للدولة .. في مثل هذا الوقت تُقدر قيمة الصناعات من وجهة النظر السياسية " .. !
هذا وقد أكد انجلز ترابط النصر مع الأنتاج الصناعي : ( يعتمد انتصار القوة على أنتاج السلاح ، ويعتمد انتاج السلاح بدوره على الأنتاج بشكل عام ، وبالتالي .. على القوة الأقتصادية والموقف الأقتصادي والوسائل المادية التي تمتلكها القوة ) ولا يقف الأمر عند حدود الأنتاج الأولي ، ولكن من الضروري أن تكون الصناعة مستعدة لتأمين استمرار الحرب وسير عجلتها ، وأن تكون قادرة على سد الحاجات والمتطلبات المستمرة ، خاصة وأن التلف الذي يصيب المعدات في الحرب الحديثة تلف كبير وسريع . ولكن في الوقت الذي راهنت به الدول الصناعية على التفوق التقني في الحروب وخلقت جيوشا آلية سريعة الحركة قوية الصدمة قادرة على تحقيق العمل الحاسم في صراع عنيف قصير الأمد .. فان الشعوب التي لم تتوصل بعد الى مستوى صناعي وتقني عالي استخدمت قوى جديدة مستمدة من المد الثوري ، ودفع القوى الأيدولوجية والمعنوية .. حيث استطاعت بعض الشعوب ( فيتنام مثلا ) تحطيم التقنية الأمبريالية الأكثر عصرية في العالم على صخرة تماسك هذا الشعب أو ذاك ، وقدرته على المقاومة وتحمل الألم واجهاد الخصم في حرب استنزافية طويلة !! ، وان ماحدث للأمبرياليين في فيتنام علمهم أن العملية ليست بهذه السهولة ، وأن الزمن قد تغير، وأن ( التقنية تتحطم أمام ارادة الشعب الثوري وتصميمه ) ،، ولقد أكدت الانتصاررات العظيمة لكل من فيتنام وكوبا وكوريا نظرية المد الثوري في مواجهة التفوق التقني ، كما أكدت ( أن الأنتصارات خلال الحرب تعتمد في أقل أنواعها على السلاح ، وفي أعلى أنواعها على الأخلاق والسلوك الثوري ) ... !
2- المؤونة والأنتاج الزراعي : تلعب تغذية الجيش والسكان في أية حرب دورا حاسما لا شك فيه ، ، وتؤثر امكانيات البلاد التموينية ، وقدرتها على الأعتماد على تموينها الخاص من انتاجها ومن مخزونها الغذائي تأثيرا بالغا على ادارة الحرب ، وطبيعتها ، ومدتها ، .. مؤثرة بالتالي على الأستراتيجية المختارة ..!
3 – المواصلات : اذا اعتبرنا المواصلات بجميع انواعها ( برية . بحرية . جوية ) جزء من الوضع الأقتصادي في البلاد ، استطعنا أن نحدد تأثيرها على الأنتاج والنقل ، وأن ندرك تأثيرها على الأستراتيجية ، وخاصة في بلد يقاتل على الخطوط الداخلية ، لأن شبكة مواصلات جيدة قد تجعل من هذا البلد حصنا قويا يمكن الدفاع عنه بواسطة الكتله البشرية التي تعيش فيه بأقل نفقات وبأصغر اضطراب للحياة الأقتصادية في البلد كما أن هذه الشبكة قادرة على نقل القوات من أية نقطة في داخل البلاد الى اية نقطة أخرى على الحدود بسرعة .. الأمر الذي يضاعف الأمكانيات الدفاعية ،، .. أما في حالة الهجوم فان ازدياد عدد الآليات ، وضخامة أرتال التموين بالمعدات والذخائر والمحروقات والتموين تزيد من اعتماد القوات المهاجمة على الطرقات ،، وتجعل الأستراتيجية العسكرية تبحث عن قطع مواصلات العدو مع محاولة الحفاظ على مواصلاتنا .. ، وهذا العمل بحد ذاته نوع من حوار الأرادات بهدف حرمان العدو من حرية العمل مع احتفاظنا بكامل حريتنا .. !
* علاقة القوى البشرية المادية والمعنوية بالأستراتيجية :
.. الشعب هو صانع التاريخ ومحركه الأول ، وتعداد كل شعب عامل أساسي من عوامل قوته الأقتصادية والحربية ،، فهو يؤثر على طبيعة الحرب وادارتها ، كما يؤثر على الأستراتيجية بصورتها العامة ، وعلى استراتيجيا العمليات ، حتى يصل تأثيره على التكتيك أيضا ، ويستمد عامل القوى البشرية دوره وأهميته ، من أهمية المبدأ الأستراتيجي ( التفوق بالقوى ) المتمثل في التنسيق بين الزمان والمكان ، الذي يسميه كلاوزفيتز " الخبز اليومي للأستراتيجية " .
ولابد عند دراسة القوى البشريه المطلقة لشعب ما ، أن نأخذ بعين الأعتبار امورا متعددة لا يمكن تجاهلها ، كاعداد هذه القوة وتعبأتها وتنظيمها ودعمها معنويا ، وتحقيق تلاحمها مع قواتها المسلحة ، لأن بقاء الجماهير العريضة سلبية ، أو تمتعها بايجابية انفعالية عفوية تندفع مع المد العاطفي دون اعداد أو تعبئه أو تنظيم ، يفقد هذه القوة معظم معناها ، ويجعل منها قيمة مهملة لا تدخل في الحساب الأستراتيجي ، ان لم يجعل منها قوة معيقة وقيمة سلبية .
ويشير كافة القادة الثوريين الى أهمية الوحدة بين القوات المسلحة والقوى الشعبية الفاعلة والمسلحة ،، وعندما تحدث الجنرال جياب عن الخبرات الأساسية للحرب ، ذكر أن الخبرة الأولى هي أن النصر كان نتيجة توحيد الشعب كله : ( لقد انتصرت المقاومة لأن سياسة حزبنا في توحيد الشعب بأسره من أجل شن حرب المقاومة .. كانت سياسة صحيحة .. )
وينتج عن هذه الوحدة دائما ( جيش شعبي ) وهو الجيش الذي يضم جميع المواطنين ، من فلاحين وعمال وصغار الكسبة والمثقفين المخلصين لقضية الثورة رجالا كانوا أم نساء ،، ويعتبر هذا الجيش تجسيدا " للأمة المسلحة " . وهو تجسيد يقلب أي صراع بين الجيوش التقليدية وقوات التحرير الشعبية ، الى صراع بين شعب كامل وجيش ، لا بين جيشين ، لأن تسليح كل فرد يجعل كل قرية ومزرعة ومصنع وحي وقلعة قادرة على الصمود وتكبيد العدو أكبر الخسائر .. !
* علاقة الأستراتيجية بالأرض : .. للأرض علاقة وثيقة بقضايا الحرب والاستراتيجية ، فعلى الأرض تتم العمليات العسكرية . وفقدان الأرض أو كسبها دليل من الأدلة على ربح المعارك أو خسارتها ! وقد لا يكون الدليل النهائي على النتيجة ، اذا ما احتفظ الخصم بمعظم قواته وبرغبته على متابعة الصراع ، اذ اننا لانستطيع تجسيد هدف الحرب في احتلال الأرض فقط ! ، ولكن يُظهر هذا الأحتلال أمام الجيش والشعب بأن الخصم قد ترك أرضه لعدوه ، وهذا ما يؤثر تأثيرا بالغا على المعنويات ! ولا يستطيع المنسحب في هذه الحالة أن يبرر تراجعه لرفع معنويات شعبه ، حتى لو كان انسحابه تكتيكيا
بنيا على خطة معدة مسبقا تهدف الى جر الخصم نحو مسرح عمليات يلائمه ..! لأنه يخشى أن يكشف هذا التبرير خططه ، ويفقده بذلك عنصرا هاما من عناصر النصر .. هو ( المفاجأة ) !! وتؤثر صفات الأرض – أي قدرتها على اعاقة التقدم أو حجب الأنظار أو الحماية – على التكتيك والأستراتيجية بأشكال مختلفة ، أذ تؤثر طبيعة سطح الأرض وكثافة مزروعاتها ووجود الموانع الطبيعية الصغيرة على التكتيك وتعدل من أساليبه ، ونحن لا نملك عادة مجال أختيار الأرض التي نقاتل عليها لذا يمكننا أن نعتبر الأرض قيمة من قيم المعضلة مفروضة على القائد العسكري ، ولا يستطيع في أغلب الأحيان تبديلها ، وهو مضطر غالبا الى ملاءمة وسائله واستراتيجيته وتكتيكه معها .. !
بينما يلعب شكل الحدود السياسية ووضع الحدود السياسية المعادية المجاورة دورا استراتيجيا مباشرا لأنها تحدد ضرورة العمل على الخطوط الداخلية أو الخارجية ، وامكانية الحركة بضربات متلاقية أو متباعدة عن المركز ،، كما أن انطباق الحدود السياسية على الحدود الحيوية هو الذي يفرض الأستراتيجية الهجومية أو الدفاعية
ولقد أكد الأستراتيجيون على الأهمية الأستراتيجية لمساحة الأرض ذلك لأن سعة الأرض تسمح بامكانية اجراء المناورة والأنسحاب والألتفاف وجميع الحركات الأستراتيجية الهامة . ومما لاشك فيه أن البلاد الواسعة قادرة على استخدام الأرض سلاحا ضد عدوها ، اذ لايستطيع جيش العدو أن يتوغل فيها ويعمل بفاعلية خارج حدود بلاده ، لأن توغله يجعل من كل خطوة يخطوها مغامرة خطيرة لا يعرف عواقبها .. ! أما الموانع الطبيعية الكبرى ( الصحارى . الجبال . المستنقعات . البحيرات . الأنهار العريضة .. الخ ) فأنها تعيق الحركة ، وقد تضطر الجيش الى القيام بعمليات التفاف واستدارات طويلة جدا ، ألأمر الذي ينهكه ويجعله مكشوفا في غالب الأحيان ، ويباعد خطوط أمداده وتموينه ، ويسهل اصطيادة وايقاعه في الأفخاخ .. !
* علاقة الأستراتيجية بالوضع الدولي : .. تعتبر هذه العلاقة قديمة قدم الحرب ، لأن استراتيجية كل دولة تبقى مرتبطة بتوازن القوى في الدول المجاورة ، وبالأحلاف المؤيدة أو المعارضة ، وبمجموعة من المصالح والتطلعات والحساسيات القائمة بين الدول ... ، وتأخذ هذه العلاقة في عصرنا أهمية متزايدة ، لأن تزايد سرعة الجيوش ، وقصر المسافات بين الدول ، وظهور الأسلحة الصاروخية والنووية ، ووجود قوى كبيرة متصارعة ومتنازعة تنازعا مصيريا ، يجعل من كل حرب محلية مهما كانت صغيرة مجالا لأحتكاك الدول الكبرى ، وشرارة خطرة قد تفجر برميل البارود العالمي ..... !!
* علاقة الأستراتيجية بالأستطلاع : .. الأستطلاع الأستراتيجي عمل متشعب يهدف الى جمع المعلومات عن العدو وبلاده ، بغية ارساء الأساس الذي نبني عليه أفكارنا وأفعالنا الأستراتيجية .. ، ويقسم الأستطلاع الى ما يلي : 1 – استطلاع سياسي – تقوم به وزارات الخارجية والعملاء والجواسيس ، ويهدف الى تكوين فكرة عن التكوين السياسي للبلاد ، تسمح بتطبيق استراتيجية غير مباشرة قوامها تنظيم الفتن والنزاعات السياسية والمؤامرات والأغتيالات والأنقلابات ، وتنفيذ عمليات تخريب .. الخ ! 2 – استطلاع اقتصادي – يسعى الى تحديد نقاط الضعف والقوة في اقتصاد العدو ، ومعرفة مصادر تموينه وحدود قدرته على الأنتاج والتخزين ، بغية بناء استراتيجية ملائمة لضرب اقتصادة في أضعف نقاطه وأكثرها حساسية وتأثيرا على قدرة الخصم العسكرية ...... ! 3 – استطلاع عسكري – يهدف الى معرفة الأسرار الخاصة بالأمور التالية : * الخطط العسكرية * التعبئة * تكوين وتمركز القوات * فن الحرب * انتاج الأسلحة والمعدات وتطويرها * القادة وميزاتهم ونقاط ضعفهم * الحالة المعنوية للقطاعات والأهالي .. !
... وتؤدي استنتاجات الأستطلاع الحاذق الى مخططات استراتيجية جيدة قادرة على مفاجأة العدو – بعد معرفة نقاط ضعفه وقوته - ، وتجنب مفاجأو العدو لنا بفضل ( أمن الزمان ) الناجم عن معرفتنا للحظة تحركات العدو واتجاهها وأهدافها ومداها قبل حصولها ،، وهذا ما يحقق في النهاية حرمان العدو من حرية التصرف مع حصولنا على هامش واسع نتصرف خلاله بكل حرية وأمان ! وهذا هو أهم تأثير يمارسه الأستطلاع على الأستراتيجية .......... !!
15:27
3asefa
0 comments:
Post a Comment